Free Aqlam Network for Human Rights

:تدهور الصحة النفسية

(نقص حاد في العلاج والكوادر المتخصصة)

للكاتب : حسين سعد
تعيش الصحة النفسية في السودان أزمة متفاقمة منذ إندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث أدت الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة إلى معاناة واسعة النطاق بين السكان من إضطرابات نفسية، في وقت تواجه فيه البلاد نقصًا حادًا في الكوادر الصحية المتخصصة في هذا المجال، وبحسب تقارير من منظمات إنسانية دولية ومحلية، فإن ملايين السودانيين يعانون من آثار الصدمة النفسية نتيجة النزوح القسري، وفقدان الأحبة، وتدمير المنازل، وإنعدام الإستقرار، وسط بيئة تفتقر إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك الدعم النفسي والإجتماعي، ويشير أطباء ومختصون إلى أن أكثر الفئات تضررًا هم الأطفال والنساء، حيث إزدادت حالات الاكتئاب، والقلق وإضطراب ما بعد الصدمة في ظل غياب خدمات الرعاية النفسية الأولية ، ويُقدَّر عدد الأطباء النفسيين العاملين حاليًا في السودان ببضع عشرات فقط، بينما يعيش ملايين النازحين في مناطق نائية أو في معسكرات مكتظة، دون أي نوع من الدعم النفسي، وتفاقمت المشكلة بعد مغادرة عدد من الكوادر الطبية البلاد هربًا من الحرب أو نتيجة لإنهيار النظام الصحي، ويقول أستاذ علم النفس بجامعة بحري عبد الله شوالي :الوضع مأساوي لا توجد إمكانيات ولا أدوية ولا حتي بيئة آمنة نحاول ان نقدم ما نساطيع لكن الأعداد أكبر من قدرتنا بكثير ، وأوضح شوالي في حديثه مع (سودانس ريبورتس) ان عدد الإستشاريون وإختصاصي الطب النفسي قبل الحرب حوالي (23) أغلبهم يعمل في الخرطوم بمعدل طبيب لكل مائة ألف مواطن ، وأشار الي وجود مستشفيات تعمل في الطب النفسي مثل التجاني الماحي وطه بعشر والإدريسي، وعدد من المستفيات بالولايات ، ولفت الي عدم تضمين العلاج النفسي في التأمين الصحي الا في فترة الحكومة الانتقالية وذلك بعد ضغوط من قبل تجمع المهنيين النفسيين، وفسر شوالي هجرة الكوادر النفسية لعدم الإهتمام الحكومي بالصحة النفسية وضعف المرتبات وإفتقار بيئة العمل للدعم المطلوب ، وقال عبد الله ان الحرب فاقمت من نسبة المرضي النفسيين ، وشدد شوالي علي ضرورة دعم الصحة النفسية وتوفير المرتبات المجزية وتوفير التدريب المواكب لافتاً إلي وجود نقص حاد في الصحة النفسية وليس هنالك مراكز متخصصة والمعلومات القليلة هي جهد لإفراد ، وأوضح إن السودان يفتقر للقوانيين التي تلزم المؤسسات بنشر دراسات ذات صلة بالصحة النفسية ، ولفت الي وجود تحديات تعرقل عمل الكوادر النفسية مثل ضعف التمويل وتوفير الامن والسلامة وصعوبة الحركة والإتصالات، وقال أن إهمال هذا الجانب ستكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل، خاصة لدى جيل كامل من الأطفال والشباب الذين نشأوا في أجواء العنف والدمار

English
Scroll to Top